بعد أيام قليلة من الخطاب الملكي الذي ركز فيه الملك محمد السادس على أن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه هو أهم شروط إقامة علاقة بين المغرب و جميع البلدان، تخطو تونس خطوة لم تكن مسبوقة باستقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية ابراهيم غالي من طرف الرئيس قيس سعيد للمشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الأفريقي.
عقب هذا الاستقبال سارع المغرب لاستدعاء سفيره في تونس للتشاور معتبرا أن هذا الاستدعاء بمثابة خطوة إلى الوراء في العلاقات المغربية التونسية التي لاطالما تمتعت بالاستقرار.
في هذا الصدد قال المحلل السياسي بلال التليدي في تصريح لجريدة “الزهراء” إن استقبال قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية يؤكد أن تونس أصبحت تمارس السياسة بقيادة جزائرية مخالفا بذلك الموقف الذي كانت تبناه تونس على مر السنين. معتبرا أن هذا الاستقبال هو انحياز ساخر لأطروحة الانفصال مقابل ثمن من جنرالات الجارة الشرقية.
و أضاف المحلل السياسي أن الفعل الذي قامت به تونس سيعكر صفو العلاقات بين البلدين خاصة أن المغرب لعب دورا مهما في إنعاش اقتصاد و سياحة تونس بزيارة ملكية لتونس حين كانت تعيش وضعا غير مستقر بسبب الإرهاب و هروب العديد من الشركات و الاستثمارات.
و عن مستقبل العلاقات بين البلدين اعتقد التليدي أن استداء السفير من أجل التشاور سيليه سحب السفير و بالتالي ستتوقف الشراكات و الاتفاقيات التي كانت تجمع المغرب بتونس الشيء الذي كانت هذه الأخيرة في غنا عنه.
يذكر أن الخارجية المغربية قالت، أمس الجمعة، في بيان إن المملكة قررت “عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)… والاستدعاء الفوري لسفير صاحب الجلالة (محمد السادس) بتونس للتشاور”.
وذكر البيان أن القرار يأتي بعد أن “ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”.