أفاد البروفيسور الألماني لوتس نويغيباور أنه يمكن للعلاج بالموسيقى مساعدة الأطفال المصابين بالاضطرابات اللغوية على اكتشاف مفردات اللغة وتعلمها.
وأوضح نويغيباور عضو مجلس إدارة “الجمعية الألمانية للعلاج بالموسيقى” في برلين، أنه يمكن للطفل خلال عملية التطور اللغوي الطبيعي لديه التواصل مع الأشخاص المحيطين به قبل تعلم الكلام من الأساس. ويُمكن للأطفال الرُضع مثلاً التواصل مع آبائهم من خلال الإشارات غير الشفهية.
بينما لا يمكن للأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام، تعلم هذا الشكل من التواصل؛ ثم يصعب عليهم التفاهم مع الآخرين. لذا يتم تكليف هؤلاء الأطفال خلال خضوعهم للعلاج بالموسيقى بالتعبير عن أنفسهم من خلال استخدام الآلات الموسيقية.
ويضرب اختصاصي العلاج بالموسيقى أمثلة على ذلك بأنه يُمكن للطفل الدق على أي آلة موسيقية كالبيانو أو الطبلة. وبذلك يُمكن لهؤلاء الأطفال التعبير عن أنفسهم والتفاهم مع الآخرين باستخدام وسائل أخرى غير لغوية. وأضاف نويغيباور: “يُمكن اعتبار كل ما يقوم به الأطفال عنصرا موسيقياً، حتى الصراخ يُمكن النظر إليه على أنه تعبير صوتي موسيقي؛ ومن ثمّ يُمكن للأطفال التواصل مع الآخرين في البداية من دون استخدام اللغة، ثم يمكنهم تعلم المفردات الأولى تدريجيا من خلال الموسيقى.”
وأكد نويغيباور أن استخدام العلاج بالموسيقى يُساعد في شفاء هؤلاء الأطفال؛ لأنه إذا عايش الطفل إمكانية التواصل والتفاهم مع الآخرين من خلال الموسيقى، سيتطلع حينئذٍ لتجربة وسائل أخرى للتواصل؛ إذ يتشابه هذا الأمر مع تعلم الطفل للمشي خطوة تلو الأخرى. لذا إذا استطاع الطفل تعلم بعض المفردات من خلال الموسيقى، من المؤكد أنه سيبدأ في وقت ما التحدث والانطلاق في الكلام.