الرميلي تطلق حملة توعوية حول أهمية دور المواطنين في التدبير المستدام للنفايات

في إطار تنفيذ الاستراتيجية الجديدة لمجلس جماعة الدار البيضاء بشأن التدبير المستدام والتثمين البيئي والمسؤول لمعالجة النفايات بهذهالمدينة، أطلقت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، أمس الخميس، حملة تحسيسية وتوعوية بأهمية مشاركة المواطناتوالمواطنين في عملية الفرز الانتقائي الثنائي التدفق للنفايات المنزلية.

الاستراتيجية التي كانت موضوع عدّة اجتماعات لمجلس الجماعة، منذ نونبر 2021، تنقسم إلى عدة محاور منها إغلاق المكب القديمللنفايات بمديونة وتنظيفه وتأهيله ليتحول إلى مساحة خضراء، وكذا نقل ما تبقى منه إلى الموقع الجديد الذي يتوفر على مصنع لفرز النفاياتغير العضوية وإعادة تدويرها بموصفات دولية تحترم كل المعايير البيئية والصحية، إضافة إلى تجهيز فضاءات المدينة بصناديق معدّة لفرزالنفايات من المصدر، وأخيراً إطلاق عملية تحسيسية وتوعوية لمواطني الدار البيضاء بأهمية الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية، بحيث سيتممستقبلا تخزين فقط النفايات العضوية الغير الضارة، والقابلة للتحلل بيئيا.

وحسب رئيسة مجلس الجماعة، فإن الهدف العام المرتقب على المدى الطويل هو: ” مرور مدينة الدار البيضاء من مكب النفايات بالمعنىالتقليدي للكلمة، وتعويضه بنظام مندمج لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها بشكل بيئي مستدام وفقًا لأفضل المعايير الدولية ” .

وبهذه المناسبة ، صرحت الرملي أنهذا المشروع يعتبر ذو أهمية قصوى بالنسبة لمجلس الجماعة ولساكنة الدار البيضاء، نظرا لعلاقتهالمباشرة بأمننا البيئي وبوضعنا الصحي على المدى الطويل، ولا سيما بالنسبة للأجيال القادمة. كما أشارت السيدة الرئيسة إلى أنالاستراتيجية الجديدة التي تم تبنيها تتطلب التزام الجميع ومتابعة صارمة لضمان نجاحها، علما أن الوضع الحالي دقيق للغاية نتيجةوضعية مضرة بالبيئة دامت لسنوات طويلة “.

نبيلة الرميلي التي رافقها السيد مولاي أحمد أفيلال ، نائب رئيس مجلس الجماعة المسؤول عن ملف النظافة، ارتأت إطلاق هذه الحملةالتحسيسية والتوعوية الهامة للفرز الانتقائي الثنائي التدفق في إطار مبادرةالخميس النظيف، الذي تديره وتشرف عليه شركة التنميةالمحليةالدار البيضاء للبيئة، والتي تعرف منذ مدة، تنظيم سلسلة من الاستشارات الاجتماعية، تُجرى كل أسبوع في العديد من أحياءالمدينة.

ووفقًا لرئيسة المجلس الجماعة،بدا منطقيًا الجمع بين هاتين العمليتين نظرًا لأن لهما نفس الهدف، ألا وهو تقوية الوعي لدى ساكنة الدارالبيضاء بأهمية دورهم كفاعلين رئيسيين في الحفاظ على نظافة أحيائهم وبشكل أعم في الحفاظ على بيئتهم المعيشية “.

وقد انطلقت هذه العملية من داخل إقامة بحي عين السبع بحضور وفد يمثل مقاطعة عين السبع بالإضافة إلى أطر شركة التنمية المحليةالدار البيضاء للبيئةوالساكنة المعنية، وذلك بهدف زيادة مستوى الوعي لديهم بالفرز الانتقائي الثنائي التدفق للنفايات المنزلية منالمصدر، و تهيئ مدينة الدار البيضاء لدخول عهد جديد لتدبير النفايات المنزلية.

خلال العرض الذي تم تقديمه إلى الأطراف الرئيسية المعنية، بما في ذلك الوكيل المسير للعقار المشترك للإقامة موضوع الاختبار وساكنته،أكدت الرئيسة الرملي على أنهذه التجربة الأولى تتعلق بـ 16 موقع تجريبيً، تم اختيارهم وفقًا لمعايير محددة، بمعدل مجموعة اختبارواحدة لكل مقاطعة، والتي ستستفيد من التلقين الأولي لمبادئ الفرز الانتقائي للنفايات “.

كما أوضحت رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء أن الفرز الثنائي التدفق للنفايات، والذي يجب أن يتم من المصدر بداية من المنزل، يتكونببساطة من الفصل بين النفايات القابلة لإعادة التدوير (الكرتون ، الزجاج ، المعدن ، البلاستيك ، إلخ…) وبين المخلفات الأخرى القابلة للتحلل(النفايات العضوية ، بقايا الطعام ، إلخ…)، على أساس وضع الصنف الأول من النفايات في الصناديق الصفراء الجديدة المعدة لهذاالغرض، والتي سيتم وضعها للمواطنين بصفة مجانية، بهدف إعادة تدويرها. في حين سيستمر جمع الصنف الثاني من النفايات في نقاطالتجميع المعتادة، من أجل معالجتها وتخزينها وفقًا للضوابط التقنية المعتمدة في موقع مديونة الجديد .

وأشارت الرملي كذلك إلى أنهذا الحل البسيط والفعال، والذي أثبت نجاعته في كل مكان عبر العالم، هو الخطوة الأساسية الأولى لتفعيلالنظام البيئي المندمج والمتكامل لجمع ومعالجة وإعادة تدوير النفايات المنزلية، بتعاون وثيق مع الفاعلين الآخرين في سلسلة القيمة، بما فيذلك شركات الإدارة المفوضة لخدمات التنظيف“.

وخلال هذه المناسبة، حثت الرئيسة مرة أخرى سكان المواقع التجريبية على الانخراط بقوة في هذا المشروع الهيكلي وذلك من أجل أمنهمالبيئي، وأيضا مساهمة منهم في إنجاح هذا الاختبار الأول للنظام، قبل توسيعه ليشمل المدينة بأكملها، مؤكدة على أنهإذا كانت البياناتالتي تم جمعها خلال هذه المرحلة التجريبية غير المسبوقة مشجعة، فيمكن لمجلس جماعة الدار البيضاء دراسة إمكانية تعميمها بشكل أسرععلى كل أنحاء المدينة. ولكن من أجل ذلك ، سيكون من الضروري الوصول إلى تملّك جماعي ومشاركة فعالة لجميع قاطنة الدارالبيضاء فينظام الفرز الانتقائي الجديد، بحيث يمكن تعميمه على العاصمة الاقتصادية بأكملها في موعد لا يتجاوز بداية سنة 2023 “.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه فيما يتعلق بإدارة النفايات الصلبة (غير المنزلية) ، فقد صادق المجلس أيضًا خلال دورته الاستثنائية في فبراير2022 على اقتراح السيدة الرئيسة نبيلة الرميلي، يتمثل في اتخاذ ثلاثة إجراءات هيكلية بشأن هذا البعد الآخر لموضوع النظافة، حيث تقررالمصادقة على فتح باب مخصص لهذا الغرض في الميزانية، وإطلاق تصور متعلق بطلب عروض دقيق لتعيين شركة متخصصة في إدارةوتثمين النفايات الصلبة، وأخيرًا إحداث ضريبة لمحاربة التخلي العشوائي عن النفايات الصلبة في الأماكن العمومية.

لا تعليقات حتى الآن

دع تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.